أنقرة-سانا

أكدت لجنة حماية الصحافيين الدولية أن حكومة حزب العدالة والتنمية التركية تعتبر من اكثر الحكومات قمعا في العالم ضد الصحافة بعد عشر سنوات على تسلمها الحكم في تركيا.

وأشار تقرير لجنة حماية الصحافيين الذي نشرت استنتاجاته منتصف الشهر الفائت وأوردته وكالة الصحافة الفرنسية اليوم في سياق تحليل اخباري لها إلى أن حكومة رجب طيب أردوغان تسجل مع 76 صحافيا معتقلا رقما قياسيا عالميا لجهة عدد الصحافيين المسجونين مؤكدة ان هذه الحكومة نفذت احدى أكبر عمليات القمع لحرية الصحافة في التاريخ الحديث.

وأوضحت المنظمة وهي غير حكومية ومقرها نيويورك ان معظم الصحافيين الذين تلاحقهم السلطات التركية يتعرضون للملاحقة بسبب قربهم المفترض او المؤكد من حزب العمال الكردستاني لافتة إلى ان محاكمة 44 منهم بدأت مؤخرا في أيلول الماضي أمام احدى محاكم اسطنبول مايشكل رقما قياسيا في عدد الصحافيين الخاضعين للمحاكمة وهم يواجهون جميعهم عقوبة السجن لمدد تتراوح بين 15 و22 عاما.

وروى الصحفي التركي عرفان اكتان الذي سقط ضحية سياسات حكومة أردوغان القمعية بحق الصحفيين كيف استدعاه مدع عام في اسطنبول للاستماع إلى أقواله بعد أسبوعين من نشره مقالة كتبها موضحا ان المحكمة إدانته في عام 2010 بالسجن لعام ونصف وبدفع غرامة تقدر بحوالى سبعة آلاف يورو ولوح له القاضي بان عقوبته ستعلق ان لم يكرر المخالفة نفسها خلال خمس سنوات.

وندد اكتان بذلك قائلا "إنه تدبير يرمي إلى ارغام الصحافيين على فرض الرقابة الذاتية".

ولفتت الوكالة إلى ان هذه السياسة القمعية لا تستهدف المراسلين او وسائل الإعلام الكردية فحسب بل ايضا زملاءهم الأكثر شهرة مستشهدة بانه في آذار الماضي افرج عن الصحافيين أحمد سيك ونديم سينر بعد ان امضيا 375 يوما في الزنزانة بتهمة الضلوع في محاولة انقلابية ضد الحكومة.

وأكدت الوكالة أن انتهاكات حرية الصحافة تتكرر في تركيا حيث رفض حزب العدالة والتنمية في ايلول الماضي منح اعتماد لوسائل إعلام عدة إلى مؤتمره لاعتبارها من منتقديه فيما برر أردوغان هذا الرفض بانه غير مرغم على دعوة الجميع.

كما ان أحد محامي أردوغان علي اوزكايا عبر مؤخرا عن ارتياحه لان الملاحقات التي قام بها رئيس الحكومة التركية ضد منتقديه تشكل وسيلة ردع حيث ان لهجة كاتبي المقالات الافتتاحية تغيرت بشكل ملحوظ خصوصا منذ العام 2003 كما قال لصحيفة حرييت دايلي نيوز الصادرة بالإنكليزية.

كاتب تركي: تركيا في عهد أردوغان أمام مرحلة فاصلة جراء عدم اعترافه باخطاء كثيرة يرتكبها

في سياق آخر, أكد الكاتب الصحفي التركي جونيت اولسيفر ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان فشل في كل مسألة وقضية تناولها ودخل في مرحلة الجمود ومن ثم الهبوط منذ ان أعلن عن تحوله إلى رئيس وزراء متقن نتيجة عدم اعترافه بالاخطاء التي يرتكبها.

وقال الكاتب اولسيفر في مقال نشرته صحيفة يورت التركية إن حكومة حزب العدالة والتنمية التي خططت لاقامة دولة عثمانية جديدة واستلام أردوغان عرش السلطنة ايدت مفهوم عالم القطب الوحيد وارتبطت بالولايات المتحدة الأمريكية بشكل تام في سبيل تحقيق أهدافها واتخذت موقفا معاديا ضد جميع دول الجوار حيث اغضب موقف أردوغان ووزير خارجيته احمد داود اوغلو روسيا وانهكت مواقفهما المتشددة والمبالغ بها الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها كما اثارت مواقفهما قلق جوارها من العرب.

وأكد الكاتب التركي ان التاريخ لم يسجل نجاح اي شخص تمكن من احداث تغيير يرجع البلاد عقودا إلى الوراء كما فعل أردوغان الذي سيصبح وحيدا في العمل الذي يقوم به من اجل احداث ثورة تقود تركيا للوراء.

وأشار الكاتب إلى ان حكومة حزب العدالة والتنمية ادعت العمل على حل القضية الكردية لكنها فشلت جراء مواقف أردوغان الغريبة للغاية بقيامه برفض الاجتماع بحزب السلام والديمقراطية بسبب علاقته مع حزب العمال الكردستاني في وقت يلتقي فيه مع مسؤولي حزب العمال الكردستاني ولكنه لم يتمكن من اقناع احد بألعابه.

وانتقد الكاتب التركي غطرسة وانانية أردوغان الذي يحلم باستلام رئاسة الدولة وحده في عام 2023 من خلال تطبيق نظام رئاسي جديد في تركيا معتبرا ان هذه الخطط اقلقت الغرب الذي بدأ يفكر بعدم الكلام معه في أي موضوع لافتا إلى ان الإعلام البريطاني صعد حملته وانتقاداته ضد أردوغان بعد زيارة الرئيس التركي عبد الله غل لبريطانيا ولقائه الملكة البريطانية اليزابيث الثانية كما ان الإعلام الأمريكي يتحدث دون توقف عن فشل سياسات أردوغان حيال سورية.

ولفت الكاتب اولسيفر إلى احتدام الصراع بين غل وأردوغان حيث يستغل غل جميع الفرص ليضع العوائق في طريق أردوغان إلى درجة انه دعاه قبل عدة أيام إلى التقيد بحدود مهامه.

وأوضح الكاتب التركي ان أردوغان اعتقد انه تمكن من إزالة جميع العوائق ليتحدى الجمهورية بعد السيطرة الكاملة على الجيش من خلال الدخول في المرحلة التي بدأت مع نجدت اوزال رئيس أركان الجيش التركي ولكنه تلقى ضربة قاسية من الشعب التركي في 29 تشرين الأول في ذكرى تأسيس الجمهورية التركية مشيرا إلى ان على أردوغان ان يتذكر ما أصاب عدنان مندرس رئيس الوزراء التركي السابق الذي اعتقد انه يملك كل شيء لافتا إلى ان مواقفه بدأت تقلق حتى اصدقائه داخل حزب العدالة والتنمية.

نقابة الأطباء التركية تحذر من وفاة السجناء المضربين عن الطعام في تركيا

من جهتها حذرت نقابة الأطباء الرئيسية في تركيا اليوم من أن السجناء المضربين عن الطعام احتجاجاًَ على سياسات وإجراءات الحكومة التركية يواجهون خطر الموت خلال الأيام العشرة القادمة.

وانتقدت النقابة في بيان نقلته رويترز تصريحات رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان التي وصف فيها الإضراب بأنه "استعراض" مؤكدة أن هذا التصريح زاد الطين بلة ودفع السجناء المضربين إلى تشديد موقفهم حيث دخل إضرابهم يومه الحادي والخمسين اليوم.

وأشارت إلى أن نحو أكثر من 700 سجين امتنعوا عن تناول الطعام في عشرات السجون في أنحاء تركيا مطالبين الحكومة بمنح الأكراد حقوقهم وتحسين ظروفهم.

وأعرب أوزدمير اكطان رئيس الجمعية الطبية التركية التي تمثل نحو 80 بالمئة من أطباء تركيا عن خشيته من ظهور أعراض الضرر الدائم "على السجناء" بعد نحو 40 يوماً أو حتى إلى الوفاة بعد 60 يوماً.

يذكر أن العشرات من السجناء توفوا في السجون التركية خلال إضراب سابق عن الطعام منذ أكثر من عشر سنوات لكن رئيس الوزراء التركي الحالي يسخر من المضربين وقال للصحفيين على هامش زيارته لبرلين يوم الأربعاء الفائت "لا يوجد إضراب عن الطعام الآن... هذا مجرد استعراض لا غير".

وكانت الصحافة التركية انتقدت سلوك وتصرفات حكومة أردوغان في كل الاتجاهات السياسية والاقتصادية ولاسيما تجاه المطالب الكردية موضحة أن أردوغان فشل في إقناع الأكراد بمجرد نيته بالحوار وأوصل الأمور إلى المأزق.