أسعار العملات وفقا لوكالة سانا
|
مهمة الابراهيمي والتصميم السوري
صفحة 1 من اصل 1
27102012
مهمة الابراهيمي والتصميم السوري
رغم أن مايجري على أرض الواقع يؤكد صعوبة التوصل الى وقف العمليات
العسكرية الذي دعا اليه المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي، فإن هذه الدعوة
مازالت تبعث في السوريين الأمل في الخروج من متاهة الدم والدمار.
وحتى عندما أوضح الابراهيمي أنه يقصد «هدنة بقرار منفرد» ويعوّل على ضمائر
الأطراف المعنية لتنفيذها، فإن الأمل لم يتبخر، لأنه كان وليد التوق
الشعبي السوري الى الخلاص، وتعبيراً عن التمسك ببصيص النور الذي لاح في نفق
الأزمة الخانقة.
وإذا كان اعتماد الابراهيمي على الضمير الأخلاقي لتنفيذ دعوته يعكس الى حد
بعيد حقيقة عدم حصوله على الضمانات السياسية اللازمة للتنفيذ، ولاسيما من
الأطراف الدولية والإقليمية الداعمة للمجموعات المسلحة، فإن هذا لايُفقد
الدعوة ضرورتها الملحة، ذلك أن وقف العمليات العسكرية هو فعلاً ضرورة
أخلاقية قبل أن يكون ضرورة سياسية، كما أن كونه خطوة أولى على طريق إنهاء
المأساة السورية الدامية يجعله يستحق الجهد الواضح الذي يبذله المبعوث
الأممي من أجله رغم إدراكه أنه لايملك الوسائل الكفيلة بإلزام الأطراف التي
لاتريده بالقبول به.
وكان مجلس الأمن الدولي سيوفر على الابراهيمي الكثير من الجهد، وعلى
السوريين وبلدهم الكثير من الدم والخراب، لو أنه وضع آلية ملزمة تمنع تدفق
المال والسلاح للمجموعات المسلحة، وتلزمها بالتوقف عن العمل المسلح. لكن
الثالوث الأميركي البريطاني الفرنسي منع ذلك، ورفض تصديق المجلس على وثيقة
جنيف رغم موافقته عليها كي لاتلزمه بالكف عن دعم المسلحين كما تقضي بعض
بنودها. ولذا فقد كان على الابراهيمي، في غياب هذه الآلية الملزمة قانونياً
وسياسياً، إما الاستقالة من مهمته كما فعل سلفه كوفي أنان، أو الاستمرار
فيها - كما فعل - مراهناً على العامل الأخلاقي والإنساني من جهة، وعلى
بداية التغير السياسي الذي ظهر لدى بعض خصوم الحكومة السورية الإقليميين
والدوليين، وتراجعهم النسبي عن مواقفهم المتشددة من جهة أخرى.
ويبقى العامل الأهم الذي يدفع المبعوث الأممي للتمسك بمهمته ودعوته هو
مالمسه لدى السوريين ومختلف قواهم السياسية الوطنية في الموالاة والمعارضة
من تصميم قوي على الخروج من الأزمة عبر وقف العنف وتحقيق الحل السياسي
الوطني الجامع دون تأخير، فهذا التصميم الوطني السوري هو الذي يغذّي قناعة
الابراهيمي بإمكانية الحل السلمي، ويمده بالشجاعة الأخلاقية للاستمرار في
مهمته الشاقة رغم تعنت بعض الأطراف الإقليمية والدولية والمحلية التي
لاتريد للأزمة أن تنتهي، ورغم استمرار الإرهابيين في ارتكاب المجازر
المروعة بحق المدنيين الأبرياء كما حدث أمس في دوما، ورغم المنعرج الجديد
الخطير الذي يُتوقع أن تدخله الأزمة بعد وصول صواريخ ستينغر الأمريكية الى
أيدي المجموعات المسلحة.
المصدر صحيفة البعث بقلم: محمد كنايسي
مواضيع مماثلة
» بعد استقرار حالته الصحية، حدّد الفنان السوري الكبير جورج وسوف رأس السنة موعداً لطرح ألبومه الجديد.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى