أسعار العملات وفقا لوكالة سانا
|
بدأ الحل السياسي..؟!
صفحة 1 من اصل 1
29102012
بدأ الحل السياسي..؟!
اتفق مرشحا الرئاسة الأميركيان «أوباما ورومني» على رفض التدخل العسكري في
سورية. روسيا رفضت دائماً أي تفكير بهذا الاتجاه ومضت خطوة أخرى في تأكيد
دعمها للحكومة السورية دون تراجع عن رؤيتها في ضرورة التغيير السلمي طبعاً.
وزير الخارجية الروسية «لافروف» أكد شعبية الرئيس الأسد في سورية، ورؤيته
أن وجود الرئيس الأسد يشكل ضماناً للأمن والاستقرار ، فيما نقل عنه
أوروبيون: تأكيده أن الرئيس الأسد باقٍ في سدة الرئاسة.
أوروبا في أكثر من مناسبة رأت أن خيار التدخل العسكري ليس أولاً. وبالأصل
تبدو إمكانية أوروبا لتدخل من هذا النوع غير متوافرة وإن رغبت. ولا بد أن
الذاكرة الأوروبية تحفظ جيداّ مصير تدخلهم في مصر، ومعهم إسرائيل بمعزل عن
الموقفين الأميركي والروسي «السوفييتي» في عام 1956.
أما تركيا والخليج فذاك هو حجم التدخل، أي الحاصل الآن، يُتعب.. يُنهك..
يَقتل.. يُدمر.. يُخرب.... لكنه لا يستطيع الحسم. وأي تدخل عسكري لا يستطيع
الحسم. لم يحسمها الأميركان في العراق أو أفغانستان ولا الأوروبيون في
ليبيا. سورية وبموضوعية ليست العراق ولا ليبيا ولا أفغانستان، أيضاً قطر
«العظمى» والسعودية وتركيا مجتمعة ليست أميركا ولا روسيا ولا أوروبا؟!
نستطيع اليوم أن نرجح استبعاد خيار التدخل الخارجي العسكري أبعد من الحدود
الحاصلة، اليوم يبدو العالم مقتنعاً بذلك وبقي أن نقتنع نحن!
بصراحة يبدو حتى اليوم أن بين السوريين من لازال يراهن على التدخل العسكري
الخارجي!. لكنهم – بتقديري- ليسوا الأكثرية ولا يقتربون منها، هم فقط
حصلوا على دعم من إمبراطوريتي المال والإعلام، فتمسكوا بالحلم الذي تورطوا
بالكشف عنه.
السؤال الآن : إذا كان لا سبيل للحسم العسكري، فكيف ستسير الحالة؟
الجواب البديهي : الخيار السياسي..
من البدء كانت القضية سياسية وحلها سياسي. لكن المكابرة اللاموضوعية
والأحلام اللاواقعية بإمكانات الحسم السريع واسقاط الحكومة « النظام»
أدخلنا نفق الحل السياسي دون أدواته، وهو ما يمكن تسميته بدخولنا ساحة
اللعبة الدولية.
رغم أصوات التفجيرات ودوي الرصاص والدم السائب على امتداد مساحة الوطن فقد
بدأ الحل السياسي ومن يتأخر يؤخر الوصول إلى الهدف ويتحمل المسؤولية!
مسؤولية الحل في غياب الكلمة السورية الجامعة.
هناك أكثر من مؤشر على ما يمكن تسميته اللعبة السياسية يضاف إلى ما أسلفته
عن استبعاد كلي لخيارات الحسم العسكري، منها ما تم تناقله عن مخططات تعد
الآن في الأمم المتحدة لإرسال قوات دولية لحفظ الأمن فيما إذا تم الاتفاق
على وقف إطلاق النار.
هذا خيار مشروط بما قد لا يسهل تحققه «وقف إطلاق النار» فإذا كنا عجزنا عن هدنة الأضحى، كيف سنصل للهدنة الدائمة؟!
أولاً- أنا لا أرى أن هدنة الأضحى أسهل من الهدنة الطويلة أو الدائمة.
ثانياً- الهدنة الطويلة أو الدائمة تتحدث عنها إدارة دولية لا تترك للعرب فرصة منعها.
ثالثاً- لنفترض -وهو الغالب – أن الحكاية لا تتجاوز الكلام، إنه مؤشر للرغبة.
رابعاً- لن تقبل سورية بقوات أجنبية على أراضيها، لكن هناك خيارات كثيرة
حين تتجه النيات الدولية نهائياً للحل السياسي، بما يتضمن رفضها الكلي
للعمل المسلح.
المصدر صحيفة الثورة بقلم: أسعد عبود
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى